تهنئ حركة اليسار الاجتماعي ، شعبنا بالعيد الثاني والستين للاستقلال . وعيد الاستقلال في الأردن هو أكثر من مناسبة زوال الانتداب. أنه عيد الاعتراف بالدولة الوطنية الأردنية ، ووضع حد لأطماع العصابات الصهيونية التي ما تزال ، حتى اليوم، تبث سمومها حول شرعية الوطن الأردني، معبرة إياه جزءا من الوطن الصهيوني.
نريد التأكيد ، هنا، على أن الشعب الأردني انتزع كيانه واستقلاله بإرادته ونضاله، وعلى الطريقة الأردنية الصبورة والمعتدلة ولكن المصممة. ولما كانت الجهة التي تهدد استقلالنا هي \” إسرائيل\” فقد مرت السياسة الأردنية حيالها في ثلاث مراحل : مرحلة القتال التي انتهت برحيل الشهيد وصفي التل، ومرحلة السلام الواقعي حتى سنة 1994 ، ثم مرحلة الخضوع والاستسلام منذ التوقيع على معاهدة وادي عربة سيئة الصيت واتباع سياسات التنازلات والتطبيع ومراضاة الوحش الصهيوني.
لقد وصلت هذه السياسات الساذجة إلى جدار مسدود أقوى من الجدار الاستيطاني في الضفة، وأصبح الأردن مهددا ، مرة أخرى، بالتحول إلى مستعمرة \” إسرائيلية\” كبيرة ، تتم تصفية القضية الفلسطينية على أرضها. ويحدث ذلك ، بينما تتحكم بالبلد مجموعة من صقور البزنس النهابة التي تجوّف الوطن وتحطمه من الداخل.
اليوم ، يتضح ، بالملموس ، أن قضية الوطن لا تنفصل عن قضية المجتمع ، وأن نضال شعبنا الوطني والاجتماعي هو واحد ضد الصهيونية ، كما ضد الليبراليين الجدد ، صهاينة الداخل.
بالنسبة لنا ، سندافع عن استقلال بلدنا بالدم . وسنناضل ، بلا هوادة، ليس فقط من أجل إسقاط معاهدة وادي عربة، بل من أجل بناء قدرات البلد الدفاعية لخوض معركة الدفاع عن الأردن والشعب الفلسطيني وقضيته . أن الحرب ضد \” إسرائيل\” هي قدرنا . ولن نهرب من هذا القدر.