الرسالة الأولى

أذكر أنها, و منذ نعومة أظفارها الخالية تماماً من المانيكير... كانت كيوت!!

و اليوم, و بعد أن أصبحت من المتعاطين للأدوية المنشطة للذاكرة (لإنك نسّيتييني إسمي) أصبحت قادراً على تذكر أشياء جديدة كانت دوماً تضيع في الفراغات العشوائية بين الإجتماعات و أنصاف المواقف من "المقاومة" العراقية. فمثلاً بت أعرف تماماً كيف تتحول المشاعر ال"تشييزي" من الإهتيام المطلق إلى الإشتياق الحامل لطابع ال"بوب" خلال مسيرتي التاريخيّة اليوميّة من المنزل إلى جامع الجامعة عبر "باصات" صويلح-عمّان (صويلح صويلح صويلح, رئيسي, جامعة, عمان, يللة بسرعة يا شب, أجارك يا بنت, قوم يا شب قعّد الصبية, وين نازل, مين عل علوم, عل دستور, عل مدينة...)

عزيزتي الحاملة للجواز الأمريكي (يعني اللأمركانية, الأمرييكانية, الأمرييكية, الأمييركانية), و بالرغم من نهجك الرأسمالي البحت, الجاهل بمعالم الفكر اليساري و أسس الجدليات, و النتائج الماركسية المهمة و الخطيرة في ماهيّات التمايز (و التشوّه) الطبقي, و غير الملمّة بالمفاصل التاريخية... أحبك. رغم كل شئ. أحبك بمعزل عن جهلك بمؤلّفات سمير أمين و سلامة كيلة (المGلّع) في عناوين المرحلة ومحاربة العولمة الإقتصادية المفقرة لشعوب العالم الثالث ال"غاطس" في الفقر والنوم وال"زَهَأ"و ال "Gرَف" المدقع. أحبك كما حبي للألوان و الأشياء. أحبك كما حبي للخميس الأسبوعي. و أكره غيابك ككرهي لأبو مازن و مبارك... أو حتى لدحلان... تخيّلي... (شايفة بلّه)

إن حالة الإفلاس المزمنة (chronic) (المرافقة صدفة لحالات أخرى chronic كالغلاء, و التضخم, و قلّة حيا و ثقل دم الحكومة) أصبحت مُصاحبةً بحالات أخرى جديدة chronic من جنون و هوس, باتت تتطلّبه المرحلة, كي يكون الوضع طبيعياً!! (إنّو صرلي شهرين chronic بَحبّك, صرلي شهرين chronic فييكي, إنّو كتير chronic, لئيلك حل!!!)

إن خوفي من رحيل مفاجئ لك عنّي, (كما, إن شاء الله, رحيل القوّات الأمرييكانية (أو الأميركانية أو الامركانية أو غيرها من إحتمالات التعريب الحديث الصادرة عن مجمع اللغة العامية و المحكية الكائن في مخيم الحسين فوق دكّان أبو ال كل إشي بدينار))...هذا الخوف... لا يترك مساحةً داخلي لأي كيان إخر سوى الحب. و بالرغم من مواساة Led Zeppelin لي في مثل هذه المحنة العصيبة إلّا أنه لا يبدو لها من حل, خاصة مع غياب كل الحلفاء الأقليميين ذوي الأجندات المجهولة. حتى دندنة Jimi Page الرقيقة على قيثارته المفعمة بالبراءة و الطفولة و الdistortion و صوت Robert Plant السلس و النقي, عجزا معاً عن مواساتي, فماذا عن قبلة منك؟ (إنو إشي عل ماشي, و مش cheesy بلمرّة, بلعكس, إشي مفعم بالتأجج العاطفي و التأججات التانية...)

---الفقرات الثلاث القادمة أضعتها البارحة و وجدتها اليوم في mug القهوة, و في سيارة حمزة, والأخيرة في شنتة الlaptop )---

أجد نفسي حزيناً و آسفاً عندما أضطر إلى إقتباس و ترديد أسئلة وليد جنبلاط (القميء) "إلى أين؟" و "إلى متى؟". و باتت الإجابات مؤخراً تظهر في المرآة و فتات الإحاديث. إلى متى ؟ إلى 11-6 الموعد المحدد لإنتهاء الدوام الرسمي للفصل الثاني من السنة الدراسية الحالية و الموعد الرسمي لإرتحالي عن الصحراء, ويصادف الذكرى ال 3193 لسقوط طروادة بعد حرب نشبت من أجلك في إحدى حيواتك السابقة (و خسرنا فيها يا baby ). إلى أين؟ إلى رام الله الشريف حجّاُ إليك و مطافاً حول بيتك (أو, بالأحرى, حول بيت أهلك و الله يسترني منهم), متصوّفاً بك, ومسبّحاً في أحد مداراتك التسعة.

حبيبتتي, لا أسقط يومياً في كل الموسيقى الكامنة في إسمك حين يلفظ بلغة المستعمر الإنجليزية فحسب, بل و بكل رسائلنا العربية المتخذة لشكل البيان الصادر في سبعينيات القرن الماضي, و بكل بياناتنا المتقمصة لروح الرسائل الغرامية, و كل الرسائل القصيرة (sms) المكتوبة باللغة العربييزية بكل ما تُحمّلينها من عامل الكيوت و الكوول.

المشكلة إنّو أنا ميت بربّك!! هذه هي المشكلة!

لقد تبيين لي أن كل الحدود الجغرافية الحقيقية, و السياسية المصتنعة (يقوم القارئ\ة هنا بتشغيل الإسطوانة الكلاسيكية المعنونة "إتفاقية سايكس-بيكو و الصهيونية العالمية و القومية العربية" و من ثم يتابع القراءة بعد الإنتهاء التام من سماعها), إضافة إلى المحددات الفيزيائية التي تحول دون أن تكوني بين ذراعيّ الآن هي عنجد محددات زنخة كتيير, و لا معنى لها سوى من خلال سياقها الواضح المرتبط بالفشل الألهي في خلقنا كشيء واحد متوحد مع ما حوله, كي ندخل كتب الصوفية من أعرض أبوابها الضيقة.

جميل هذا النص و ما زال حيوي و دائم النضارة

تحياتي لك رفيق

دائما ذلك الجميل يتحفنى ويبقينا على توحد مع آلهة الكلمات لا ينقصنا إلا قبلاتك الكريمة يا كبيرررررررررر