حبيبتي... .... ... ... أن كل ما أقول وأكتب وأفعل لك ومن أجلك. و هذا "الإشي" لك أيضاً. بالرغم من كونه بعيداً أو جافّاً.
إلى المرأة الوحيدة (مع كل العفو من Janis Joplin) اللتي استطاعت أن ترجع السنونو إلى قلبي, وجعلت عملية التنفس صعبة من جديد, إلى Heather Q. .
سلام عليك يا أنثى...
بعد السلام, و بعد كل السكر الذي جرى البارحة, وكل اللحم المكشوف الراقص و المتمايل مع كل الفجور والكحول المحبب إلى قلبي, ما زلت حياً. وأحبك.
لن أعدك الطيور ونجوم السماء, ولا أسماك البحر ولا الكواكب, لأنه سيكون كتيييير Cheesy و lame.. وأيضاً لأنني مفلس. ولأن سياسة الحكومة الأردنية المقرفة و المعاقة (النعت هنا أو بالأحرى المسبّة, هي غلى الحكومة الأردنية وسياستها معاً), لم تترك في جيبي سوى أربعة دنانير والكثير من الجاز. لن تأكلونا يا أولاد الكلب. و سنرمي بعضنا البعض بكرات من الشهوة والعشق. ولن تأكلونا. سأعبدها. ولن تصبحوا الله-اً جديداً. سأشرب نبيذاً كثيراً معها ولن تأكلونا. الإبتسام وعيون الغرباء حين تلتقي, كلها أسرارنا. لن يبيعوا الإبتسام وحرف ال"ر". لن يأكلونا. وسنمشي حفاة على ظهوركم. وسنمارس الجنس في مطابخكم و أسرتكم. وسنقتلع ورود حدائقكم ونهديها لعشاقنا وعاشيقاتنا (إلك تحديداً), ولن تأكلونا. لن تبيعوني للشركات متعددة الجنسيات.
حمل اللاجئون الفلسطينيون الشمس الحارقة على ظهورهم وارتحلوا, و جرّوا معهم كبد الأرض بالسلاسل على أكتافهم, فصاحت الأرض ملء الأشياء والمرّيخ, فأفاق الله... عفواً الله, أزعجناك عد ومارس نومك الصحيّ.
كيف سكتت الغيوم عنهم؟
هل بكت لهم نهراً سماوياً؟
أنبت العشب تحت أقدامهم؟
فُجعَت الأرض ألف ألف مرة حين رحلوا, وبكت غيابهم لسنوات طويلة جداً جعلت البحر المتوسط مالحاً, وأماتت البحر الآخر, ولم تتوقف , ولم تبتسم, و لم تكُن, وحزنت, ومزّقت قلبها ورمته رملاً و صخوراً, و صرخت ملء باطنها فاصفرّ الوجود, و خافت النجوم فأتت وأحاطت بسماء الأرض لترانا ونراها للمرّة الأولى منذ صلب الحلّاج.
وأتت الملائكة وعملت في وقت عطلتها بساعات مدفوعة, وزرعت كل الزهور والأشجار الزرقاء في العالم, علّ الوجود يبتسم من جديد, فشربت الوردات من حزن الأرض وارتوت الأشجار الزرقاء من غيوم حزينة.
وحلّ الموت في كل مكان, خلعت السلاحف بيوتها عنها وافترشت مع الشعب الصدق, والتحفت الأحلام. و طوّلت الزرافات رقابها في محاولةٍ منها لوصول الله النائم و إيقاظه أو افتراسه. تنهدت السماء من الأمل فكنا أنت وأنا.
ولأن الحدود بيننا الآن, ولأن حاملي الشمس ما زلوا غائبين عن أشجارهم, الطيور تنتحر من سماءٍ ما عادت تحتمل أحداً سوى فتيات فلسطين وفتيانها. والأسماك تخرج من ماءها, تكفر, وتموت هرباً من شدة ملوحة البحر الحقيقية.
وأنا وأنتِ, فقط نحن, لسنا سوى تعبير الأرض عن شوقها للحياة و الرقص والماء العذب, وفرّقت بيننا هذه المرّة كي نكون سوية رغماً عن أنف الله.
وعندما نصبح سويّةً... سيكون.
حبيبتي, نهدك هويّتي الوحيدة. أنت شجرتي الوحيدة.
سلام لك يا امرأة...
الأحد يونيو 15, 2008 12:24 pm