الزهرة التي زرعتها على كتفي الأيسر جفت... وبقيت أنا... بحثاً عن العناق أجمع طوابعي... بحثاً عن معطف... وتتغير المعاطف مع تغير مزاج صانعي موديلات البشر كل عام، وتقلب مزاجات نساء العالم... لا يهمني ذوقهم المنحرف تارة، المغطى بالفرو والجليد تارة أخرى... أحتفظ بطوابعي القديمة كلها في درج مخبىء، أقفله بمفتاح أعلقه - بخيوط من ذاكرة تتقلص باستمرار- بمرساة، وأرميها في قعر بئر بجانب سريري البارد... لتأتي أنت، بعد أن أصبحت كلها هشه، تطلب أن تراها...
ذهبتَ بدون وداع يرضيني... ستغيب ليلة كاملة، ونهار الغد كله... ثم لست أعلم متى ستعود، أو متى سأراك... فأنت يا سيدي العزيز فوضوي... سأقاطع نفسي بما لا يهم... ٍاطهو وجبة، أو ما شابه... سأضع غدائك في الثلاجة، وأقود سيارة لا تشبهني... إلى هاوية. أقف على الحافة، في هواء سماء متسخة بغيوم رمادية ذات أنصاف مواقف، أنتظر جرعة زائدة من الجراءة... ما يكفي فقط... لا أحصل عليها... يبرد الهواء في سماء أصبحت برتقالية، ومعطفك ليس هنا... ويدك ليست هنا أيضاً... فأعود... أسخن غدائك وأطعمه للقطة الأم التي أسكنتها في "كرتونة" خارج باب منزل أشعر أحيانا أنه "داري"...
أجلس خلف الزجاج وقهوتي وبقايا عطرك... أسرق كتابك عن الطاولة بينما أنت لست هنا، أقرأ فيه قليلاً، ربما ألمسك... أبحث فيه عنك... لست هنا... أعلم... أغادر... كأس ماء فاتر مع حرارة صيفي البارد، وحبتين... ووسادتي وأنا وسريرنا - بدونك... أترك ملاحظة لك "لا توقظني عندما تأتي"... تجيء... تقبّل صباحي برقة... أصحو، ولا أفتح عيوني، فلا تدري... نغفوا... وأصحوا على بقايا العصير في كأس تركته على مكتبك... ربما عن قصد، كأثر لقبلة صباحية باردة كعصير "الغريب فروت"... والوساده والسرير من جهتك مرتبين... فالأثر الوحيد الذي يكشف حضورك بالأمس هو زيادة وجبة الغسيل ست قطع، منشفتك المعلقة على حبل الغسيل، وقبلة عصيرك الباردة.
صباح لا شيء آخر....
~ جولي ~