من موقع المرأة الكردستانية التابع لحزب العمال الكردستاني
http://www.pajk-online.com/arabic/index.htmlماهي الفامينية ( feminizim):
الفامينية تُعرف بشكل عام ضمن أوساط المرأة؛ بمجموع النشاطات والتعليقات التي تختص بالمرأة، أي التعليقات النسوية التي تهتم بشؤون المرأة على وجه الخصوص. واعتباراً من انطلاقتها تم تعريفها بشكل عام على هذا النحو؛ تخوض النضال بهدف تحقيق المساواة في الحقوق وفرص الحياة بين الرجل والمرأة، وتنظم نفسها على شكل الجمعيات والمنظمات النسائية.
ومن المستطاع تعريف أو رؤية الفامينية كإيديولوجية خاصة ومستقلة بذاتها. ولا تسير على خطٍ أملس أو مستقيم فحسب. بل من الممكن تعريفها كتفسير أو تعليق لإيديولوجياتٍ مختلفة بخصوص حقوق المرأة والنضال في سبيل نيلها. لأن الفامينية لم تتكون من تيارٍ واحد أو جمعية واحدة. بل أنها فكرة مشتركة بين التيارات المختلفة التي تحتوي على العديد من المواضيع التي تعارض قهر وانسحاق وإنكار المرأة وتنقد أدوار المجمعية الجنسوية الأبوية. حيث تتواجد تعليقات وتفسيرات وأشكال عديدة للتيارات الفكرية كالليبرالية والوجودية والاشتراكية والماركسية والايكولوجية (البيئية) والفوضوية الأنارشية ( anarşizim) والإسلامية وغيرها من المذاهب والتيارات المختلفة. فالفامينية لا تعني عداوة الرجل كما ينقد ويقال عنها بهذا الشكل في غالب الأحيان. فالمنطق الرجولي التابع لمؤسسات النظام الأبوي الذي يشير إلى أن الفامينية تعني عداوة الرجل ويجاهد في سبيل تحريفها من مضمونها وجوهرها لأصلي ينبع من مدى خوف وذعر هذا النظام من تطور الفامينية ووصولها إلى وضعية قوية تهدد وجوده وكيانه.
1ـ الشكل المناصر للمساواة: الفامينية المناصرة للمساواة( تعتقد الأغلبية من رواد الفامينية بأن هذه الأشكال لا تعتبر من الأشكال الفامينية الحقيقية) وهي الفامينية الليبرالية، الفامينية الفردية.
2ـ الأشكال التي تعتمد على المرأة فقط: الفامينية الثقافية ، الفامينية الجنسوية، الفامينية المؤقتة أو المستهلكة (pop feminizim)، الفامينية الراديكالية.
3ـ الأشكال التي تدعي بأن الظلم ينبع من النظام الأبوي: الفامينية الأنارشية ( الفوضوية)، الفامينية الراديكالية، الفامينية الفرنسية، الفامينية الجنسية ( السكسية) الراديكالية (seks radikal feminizm).
4ـ الأشكال التي تدعي بأن الظلم ينبع من النظام الرأسمالي: الفامينية الماركسية، الفامينية الاشتراكية.
5ـ الأشكال التفريقية: الفامينية السحاقية ( lezbiyen feminizm )، الفامينية التي تعتمد على التفرقة.
6ـ الأشكال الأفريقية ـ الأمريكية: الفامينية السوداء، الفامينية النسوية.
7ـ الأشكال الغير غربية: فامينية العالم الثالث، الفامينية المتطورة بعد فترة الاستعمار. جذور الفامينية وسيرها التاريخي
الأشكال الفامينية البارزة
3ـ الفامينية الوجودية ( var oluşçu feminizim):
أشتقت النظرية التي تؤكد ضرورة قيام المرأة بتكوين نفسها ضمن النظريات الفامينية من الفلسفة الوجودية. ومن أهم أسماء مولدي هذه النظرية هي ( سيمون دا بوفر) (simonede beauvoir ) التي قالت : " أن المزية والأفضلية التي يشعر بها الرجل منذ نعومة أظفاره، هي عدم تناقضه بأي شكل مع حقيقته وقدره المكتوب على جبينه... ولكن في مواجهة هذه الحقيقة يطلب من المرأة أن تضطر للرضوخ لقدرها الذي يضعها موضع الضحية أو كأداةٍ بسيطة تستعمل في الحياة بغية تحقيق أنوثتها. وهذا يعني بأنه يتوجب على المرأة أن تترك مراهنات الفاعل المهيمن على هامش سبيلها وترضى بما قدر لها في الحياة. وهذا هو التناقض الأساسي الذي يدمغ ويبرز في وضعية المرأة المتحررة.
ولهذا الشيٍء نرى بأن لم تحصر نفسها بدور الأنثوي فقط بل ثابرت على إقتحام حدود نقصها وضعفها الموجود. ولكن من الجانب الأخر نرى بأن إنكارها لجنسها يعبر عن هذا النقص أيضاً. كونها ترى الرجل كإنسانٌ ذا جنس. وما يتوجب عليها في هذا الوضع هو تحقيق المساواة بين الجنسين والتحول إلى إنسانة لها جنسية خاصة بها كجنسية الرجل، وحينها فقط تستطيع أن تدعي بوجود المساواة الحقيقية بين الجنسين. لأن إنكار جنسية المرأة يعني إنكار جزءً كبير من الإنسانية".
تؤكد الفلسفة الوجودية بأن الإنسان يكون إنساناً بقدر تجاوز حقائق وألغاز الطبيعة. لأن الحياة لوحدها لا تحقق كينونة الإنسان، بل أنها تتحقق عبر خلق المشاريع التي تزيد بها قيمة الحياة، و إختراع الأدوات الجديدة، وإعطاء شكلٍ ونمطٍ جديد للمستقبل. وبالمختصر المفيد يتوجب على الإنسان أن يستجوب على معنى ومغزى وجوده خلال فترة حياته بشكل دائم. وقد أكدت (بوفير) ( beauvoir ) " عندما كانت المرأة تحكم لدور الجنس الأخر يعني (ensoi) كان الرجل يتمتع بامتيازه وتفوقه يعني (poursoi) في حياته الخاصة (العشق والحب). " وبناءاً على هذا يقال بأن المرأة التي تهضم و ترضى بالدور الذي يسمى بـ(الجنس الأخر) ضمن نظام المجتمع الأبوي سيكون مصيرها الجنون(şizofren) و التشاؤم حتماً. وبنفس الوقت هذا يعني بأنها ترضى بوضعية الجنس الثاني أيضاً. وتقترح الكاتبة كجميع الكاتبات الفامينيات الأخريات بأن تحث المرأة على تقوية مهارتها وقدرتها النقدية وخصوصياتها العقلية في سبيل توعية وتطوير ذاتها بقدر الكفاية. حيث يستطيع الفرد أن يرى قيمة حقائقه بفضل تفاعله المباشر مع الآخرين في الحياة الإجتماعية العامة. وهكذا لأجل الشهادة على تطور بديلٍ جديد ضد ثقافة النظام الأبوي، يجب أن نعترف بضرورة تحقيق ثقافة – الجنس الأخر كبديلٍ للثقافة الأبوية. وفي مواجهة هذه الثقافة البديلة ( ثقافة الجنس الأخر) نجد بأن صاحبات النظرية الفامينية الراديكالية ينتجون طريقة حلٍ مغايرة.
4 ـ الفامينية الراديكالية ( radikal feminizim):
لقد تطورت الفامينية الراديكالية على أرضية نقد الفامينية الليبرالية. وتشير هذه النظرية إلى أن السبب الأساسي لإستغلال المرأة وإستبدادها ينبع من وجود الاختلاف والفروق البيولوجية بين النساء والرجال. ومن الممكن أن نعثر على مفاهيم وأفكار مختلفة بين الفامينيات الراديكاليات بصدد وضع المرأة في يومنا الراهن. فالبعض من الفامينيات الراديكاليات يعتقدن بأن مؤسسة العائلة هي التي عرضت المرأة للاستغلال والإستبداد، وأشعلت التناقض والخلاف بين الجنسين. ويؤكدن بأن العائلة هي المكان الذي خضعت فيه المرأة لدور الخدمة للرجل ضمن النظام الأبوي البطرياركي، وجعلت من المرأة أن تتعود على هذا الدور ضمن حدود العائلة. ولهذا السبب نجد بأن النظرية الراديكالية ترفض وتنكر مؤسسة العائلة. وهناك قسم كبير من أصحاب النظرية الفامينية الراديكالية يعتقدن بأن السبب الأساسي في تعرض المرأة للضغط والغصب الدائم ينبع من الإختلاف والفرق الجنسي البيولوجي. ويدافعن عن نظرتهم التي تشير إلى إنكار ورفض محدودية الأدوار الإجتماعية الجنسوية للنساء والتي تنحصر بإنجاب الأطفال وتربيتهم. ومن الواجب رفع هذا القدر الذي يجبر النساء على الإخضاع لإنجاب الأطفال وتربيتهم بمفردهم. كما طرحت هذه الفئة التي تدافع عن هذه النظرية مجموعة من الإقتراحات الجديدة لعلم الطب العصري. ويفكرن على كيفية إنقاذ النساء من أقدارهن بالوسائل التكنولوجية الجديدة. وهذا يعني: أن يتمكن الرجل كالمرأة من إنجاب الأطفال بواسطة السبل التكنولوجية الجديدة. أو أن يتم رفض وإنكار وظيفة الإنجاب التي تختص بالمرأة لوحدها ضمن الطبيعة، وأن تتم عملية إنجاب الطفل عن طريق بعض الأوساط الإصطناعية بدلاً من إنجابه بواسطة الجنسين. وبالتالي ستقع وظيفة عمل إنجاب الطفل وتربيته على عاتق الجنسين وضمن جوٍ مفعم بالتعاون والمساعدة المتبادلة فيما بينهما.
ولكننا نجد اليوم بأن كافة العلوم التكنولوجية ليست مساعدة وجاهزة للقيام بتحقيق شيءٍ كهذا، لأن النظرية المطروحة تهدف إلى إفناء الإنسان والقضاء على طبيعة المرأة. وفي هذا الحال نلاحظ تناقض هذه النظرية وتعارضها مع فلسفة حرية المرأة والمجتمع والطبيعة بشكل واضح.
5ـ الفامينية الماركسية ـ الاشتراكية (Marksist- sosyalist feminizim) :
لقد نالت الفامينية في سير تطورها التاريخي على مساهماتٍ كثيرة من أفكار وأراء ماركس وأنجلس. كما لعبت المادية التاريخية دوراً كبيراً في تقدم وتطوير وعي المرأة. وتشير هذه النظرية المادية إلى أهمية الظروف المادية في تطوير حياة المجتمعات البشرية. وحسب ما يقوله أنجلس بأن التقاسم العملي بين الجنسين ضمن المجتمع الميشاعي الأمومي كان على أساسٍ من المساواة الطبيعية ولا يحوي هذا التقاسم العملي على أي نوعٍ من أنواع الإنكار والإستبداد نحو عمل أياً من الجنسين. حيث كانت المرأة صاحبة الوسائل الإنتاجية في الحياة المنزلية، أما الرجل فقد كان يدير وسائل الإنتاج ضمن الحياة الخارجية. ومع تقدم سير التاريخ نجد زيادة كبيرة في الإنتاج الخارجي، ويتحول هذا الإنتاج في ما بعد إلى رأسمال بيد الرجل. وبتجمع هذا الإنتاج الزائد في يد الرجل تفقد المرأة إستقلالها وحريتها وتتحول إلى جزءٍ من ذاك الرأسمال في يد الرجل. وفي هذه الحالة نلاحظ إنحصار وتحديد دور المرأة في الحياة المنزلية، وهذا ما تسبب في إبتعادها من إنتاج الساحة الاجتماعية العامة. وهكذا أكد بأنه إذ تمكنت المرأة من الإنضمام إلى ساحة الإنتاج الإجتماعي مع الرجل ستنجح في حل مشكلتها وتتخلص من عبوديتها المتجذرة. كما يقترح أنجلس بأن تساهم المرأة على تحويل الأدوار المنزلية إلى ساحة من العمل الجماعي.
ولكننا نرى بأن ماركس كان يعارض هذه النظرية ويقترح بوجوب القيام بثورة إجتماعية شاملة، والقضاء على مؤسسة العائلة بشكلٍ حتمي. ويشير إلى ضرورة عقد العلاقات الجماعية في محور العلاقات الاقتصادية، وتجنب العلاقات التي تعتمد على صلة الدم أو علاقات القرابة. حيث أثبتت الفامينيات المتأثرات بالفلسفة الماركسية، مدى إغتراب الإنسان من جهده في فترة تطور الإنتاج الرأسمالي، وبنفس الوقت أدلوا على إغتراب المرأة من جهدها وحقيقتها في زنزانتها التي تسمى بالحياة المنزلية المحدودة بالأدوار الثانوية. ويؤكدن على أن الأعمال المنزلية التي تتسم بطابع الجدب والروتين والتجريد تجعل من المرأة أن تغترب من جهدها وحقيقة جوهرها. كما يعتبرن وقوع جهد المرأة تحت إشراف الرجل كسند رئيسي لإستمرار النظام الأبوي. ويعززون ضرورة تطور وعي المرأة وارتقائها، إلى جانب توطيد إنضمامها إلى ساحة الإنتاج الإجتماعي العام بشكل مكثف في سبيل تغير الأدوار الجنسوية الإجتماعية بالاستناد إلى علاقات الإنتاج الجديدة.
قطعت المرأة شوطاً كبير من التوعية والتنوير حول موضوع الجنسوية الاجتماعية بفضل الدراسات الفامينية الماركسية ـ الاشتراكية بخصوص التقاسم العملي للنظام الأبوي وتحليلاتها الاقتصادية التاريخية المعمقة. وتطور إنضمامها إلى الفعاليات الاجتماعية عن طريق تطبيق الاقتراح الذي يشير إلى ضرورة انضمام المرأة لساحات الإنتاج العام وتخلصها من الأجواء العائلية والمنزلية المحدودة. إلا أننا نرى بأن المرأة المتأثرة من هذه الفكرة التي تنبع من توجيهات سلطة الطبقة البروليتاريا، قد انحصرت ضمن حدود طبقتها وجعلت منها أن تعطي الأولوية للتناقض الطبقي بدلاً من التناقض الجنسي.
6 ـ الفامينية الأنارشية ( anarko feminizim):
تشيد الفامينية الأنارشية على أن أكثرية النساء لا يملكن حقوق الإهتمام بالمواضيع التي تخص حياتهم والقرارات التي تؤخذ بحقهم. وحسب هذا الشيء ترى بأن النساء يتعرضن لنوعين من السيطرة. الأولى: السيطرة الاجتماعية العامة، والثانية: السيطرة النابعة من الجنسوية، وهذا يعني أن المرأة تتعرض لهذه السيطرة لكونها إمرأة أو بسبب هويتها الجنسية المؤنثة. وتطلع على خمسة أشكال رئيسية من السيطرة. السيطرة الإيديولوجية، وسيطرت التقاليد والأعراف الثقافية المتصلبة، والسيطرة الدينية، والسيطرة عن طريق غسل الأدمغة بواسطة الإعلانات والدعاية والتحريض. وهكذا تتراء كيفية التلاعب بعواطف المرأة وحساسيتها. بسبب انتشار الذهنية الرأسمالية والسلوك السلطوي الحاكم في كافة ميادين الحياة. وتشكلت الحياة الخاصة وكافة العلاقات الإنسانية ضمن نظام الدولة ابتداءً من الأعلى إلى الأسفل على شكل حلقاتٍ من سلسة هرمية منظمة تعتمد على ذهنية السلطة والهيمنة الأبوية. كما أن الاستغلال والضغط الاقتصادي بالنسبة لفردٍ مستهلك وبالأخص لامرأة تعمل كعاملة في المنزل وخارجه باجرة رخيصة، وتعرضها للعنف في الساحات العامة والخاصة تحت أسم حماية المجتمع. وإفتقارها إلى التنظيم، وسحق مسؤولياتها وإجتيازهم، والبنية التي تخلق البطالة والضعف، وكل هذه الدوافع تمتزج مع بعضها في زمنٍ واحد وتعمل الكل منها على تغذية الأخرى بشكل دائمي وضمن إطارٍ حلزوني دائري. وتشير النظرية الفامينية الأنارشية إلى أن تجاوز وكسر هذه الحلقة لن تكون كداءٍ أساسي لكل الهموم والمشاكل، ولكن هذا لا يعني بعدم إمكانية كسرها.
تعتمد الفامينية الأنارشية على تحقيق حرية المرأة وإستقلالها ضمن ظروفٍ مفعمة بالمساواة مع الرجل. وتعطي الأولوية للحياة المجتمعية للرجل والمرأة ضمن تنظيم إجتماعي منسجم، وترفض ببقاء أيا من الجنسين في وضعية أعلى أو أسفل من الأخر. وتعطي الأهمية البالغة لحث النساء على القيام بحل مشاكلهن بأنفسهن، وإتخاذ قراراتهن بشأن الأمور والمسائل الأساسية التي تخص بحياتهن. وفي حين مواجهة المواضيع التي تخص الجنسين، تتخذ إتخاذ القرارات ضمن ظروفٍ مساوية من قبل المرأة والرجل كأساسٍ لها.
7 ـ الفامينية الايكولوجية ( ekofeminizim):
ظهرت الفامينية الايكولوجية في نهاية عام 1970 كفرعٍ جديد ضمن التيار الفاميني. والشخصية الأولى التي أضافت هذه المصطلح إلى الأدب الفاميني هي ( francoise d'eaubonne' ) في عام 1974 مع عدد من الفامينيات اللواتي يؤكدن على تعرض الطبيعة والحيوانات للقتل والجور والظلم البشري ضمن شتى التيارات الفامينية المختلفة. وبتذويب الفامينية مع الايكولوجية في بوتقةٍ واحدة، تم ملاحظة معاملة الرجل مع المرأة والطبيعة بشكل مساوي ومشابه، أي أنه يتعامل مع المرأة كتعامله مع الطبيعية ويتعامل مع الطبيعة كتعامله مع المرأة والعكس صحيح. وحسب هذه النظرية الفامينية، نلاحظ بأن النظام الأبوي والرأسمالي ينوي إلى إخضاع الطبيعة لرغباته، ويحاول استعمارها، ويتحكم بها، يزعم بتحقيق سلطته وهيمنته عليها بهدف كسب الأفضلية والامتياز لأفكاره وتطبيقاته السلطوية. وهذه المعاملة تؤثر على معاملة الرجل مع المرأة بشكل مباشر. وفي النهاية نرى بأن تقرب الرجل من المرأة هو جوهر تقرب النظام الأبوي من الطبيعة. كما عارض هذا التيار الفاميني التفرقة التي تبين بأن المرأة تمثل الطبيعة والرجل يمثل الثقافة. وترى بأنه من الخطر أن يتم إنكار إنتاج ثقافة المجتمعات الأمومية بهذا الشكل. وتطلع الفامينية الايكولوجية على تطور الثقافة مع إنتاج المرأة، ويعترضن وقوع المرأة في وضع الذي وقعت فيه الطبيعة أمام التطور التكنولوجي ضمن النظام الأبوي البطرياركي.
8ـ الفامينية المؤيدة للجانب الأخر:
تشير الأوساط الفامينية إلى أن الدعاية التي تقول بأن الفامينية هي " عداوة الرجل " تهدف إلى تسويد وتظليل كفاح المرأة في سبيل الحرية والمساواة. وبما أن الفامينية لا تعني عداوة الرجل، نجد بأنها قد قطعت شوطاًُ كبيراً في بحث المرأة عن حريتها وحقيقتها وتحولت إلى ميراثٍ قوي بالنسبة لها. ومعنى كلمة (PRO) تعني بالأخر أو الخارج. وبالتالي نرى بأن هذه الفامينية تعبر عن الفامينية التي تشمل الرجال أيضا، أي بمعنى إبداء بعض الفئات من الرجال المساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لكفاح تحرير المرأة، والذين يقبلون بأن إستغلال جنس المرأة ينبع من إنحطاطها، وهو تعريف يخص بالذين يؤيدون النظرية الفامينية. وقد تمت الموافقة على هذا التعريف في مؤتمر الفامينية الذي عقد في أيلول عام 1996. والأغلبية المؤيدة من الرجال لهذه النظرية الفامينية تتألف من أصحاب النظرية اليسارية. ونقاط إنطلاقهم الأساسية تبدأ على النحو التالي: أولاً يساهمون على إبداء المساعدة والعون للحركات النسوية والتجمعات النسائية في الجامعات ويتعاونون معهم في مسيرة نضالهم الفاميني. ثانياً: إذا كان من الواجب أن يتم القضاء على هيمنة الرجل، فمن الضرورة على الرجل أن يكسب الوعي الكافي للموافقة على وجود هذه السلطة وإستيعاب هذه والهيمنة التي تشكل موضوع الكلام، وإنقاذ الجنسوية الإجتماعية من فاعل التفرقة والهيمنة الهرمية ضمن محور علاقاتنا اليومية. ونلاحظ بأن قسماً كبيراً ومهماً من (الفامينية المؤيدة للجانب الأخر) تتألف من الفئة المثلية أي ( homosexwel).
وفي النتيجة يتراء لنا ضرورة و أهمية القيام بثورة إجتماعية كي تتمكن المرأة أن تخلق وتنشأ لنفسها ثقافاتها الخاصة بها، وتتخلص من مكانتها التي تشكلت على حوافي وأطراف الثقافات. حيث تعتقد الفامينيات اللواتي يعتمدن على التحليل النفسي، بأن النساء كلهم يختلفن عن الرجل، ويتناولن نقاط التشابه بينهم أكثر من أي شيءٍ أخر. ويشيرو4ن إلى سوء التجاهل والإغضاء عن الفروق والتمايز الموجود بين النساء المنتميات إلى الثقافات والطبقات والمجتمعات المختلفة من ناحية نفسيتهن وقيمهن وعواطفهن وتجاربهن الحياتية. ويثبتون بأنه لحد الآن لم يتم التوقف على هذه المسألة الحياتية بشكل جدي من طرف أية مؤسسة من مؤسسات النظام.